وللحرب جمالها الناعم والأصيل في اليمن

◀كمال محمود ▏ وكالات  

لم تسمح الشابة اليمنية نسمة الكميم للعادات والتقاليد فى اليمن بأن تمنعها من أن تصبح صوتا للسلام من أجل المرأة وكل الناس، فوسط عتمة المآسي وصعوبات الواقع الذى يعيشه اليمنيون بسبب الصراع والحرب فى بلادهم، استطاعت نسمة أن تبعث نسمات الأمل فى نفوس الشباب بطريقة مبتكرة وبسيطة، حثت من خلالها اليمنيين على التصدى للظواهر السلبية فى المجتمع بهدف الحد منها عبر صور جسدتها ونالت معها لقب «ملكة جمال الحرب»، بعد أن نجحت بطريقة ذكية فى نقل معاناة المواطنين عن طريق الصور التى تلتقطها بهاتفها، معبرة عن واقع وقضايا تهم المجتمع، فى محاولة منها للتوعية والعمل على حل العديد من الظواهر والمشكلات التى يعانى منها اليمنيون، خصوصا فى زمن الحرب سعيا لان تعبر عن طوق السلام الذى ترجوه لبلادها، ونجحت نسمة، وهى أم لطفلين وتقيم مع عائلتها فى العاصمة اليمنية صنعاء، فى أن تكون ضمن أبرز الناشطات اليمنيات على مواقع التواصل الاجتماعى حين اختارت أن تحاكى الواقع الصعب فى بلدها الذى تمزقه الحرب، بصور بسيطة لنشر الوعى بين أفراد المجتمع.

تميزت باختيارها لمواضيع حساسة تعبر عنها بالصورة والتعليق وتطرحها على الناس لمناقشتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومن خلال مواقع مثل فيسبوك وانستجرام نجحت منذ أكثر من عامين، فى إبراز العديد من القضايا التى تستوجب العلاج والعمل على حلها، كنشرها لصورة «ماعز» يمضغ نبتة القات، الذى يداوم على مضغه معظم اليمنيين، كتعبير منها عن رفض هذه الظاهرة المنتشرة فى البلاد التى لها آثار سلبية اجتماعية واقتصادية وخيمة وتهدر المال والوقت، ونشرها صور تعبر عن قضية حمل السلاح فى اليمن، والتى تصل إلى أكثر من 50 مليون قطعة سلاح، أو عن قضية العالقين اليمنيين فى الخارج الذين لم يستطيعوا العودة إلى بلدهم بسبب الحرب، بالإضافة إلى مناقشتها عن طريق الصور مسألة أنانية الأحزاب فى البلاد والعمل فقط من أجل الحزب نفسه.

ونالت نسمة لقب «ملكة جمال الحرب» بعد أن لاقت صورها صدى واسعا على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث استطاعت أن تناقش قضايا ومواقف مهمة بإمكانيات وفكرة بسيطتين جدا. وقالت إن «لقب ملكة جمال الحرب أعجبنى، فأى امرأة تحب أن تلقب بملكة جمال. إنه أمر ممتع أن يُخرج الناس من الحرب جمالاً، واختارونى أنا الملكة، لقد جعلتني الحرب أحب الحياة أكثر فأكثر لقد أثرت على واقعي.