0



 زوايا الحدث / كمال محمود:



"يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا متى ستعرف أن الموج موطننا فليس من بلد في البر يأوينا ...غرق طفل سوري " بهذه العبارات رثى أحد مستخدمي موقع تويتر الطفل السوري الذي لفظته أمواج البحر الأبيض المتوسط على شواطئ تركيا، مع 11 جثة للاجئين آخرين، بعد غرق قاربين، غادرا من تركيا باتجاه اليونان.
  فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة الطفل السوري المرمي جثة هامدة على شاطئ البحر قبالة سواحل بودروم التركية، في مشهد اختزل معاناة وآلام مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الفارين من الصراع الدائر في بلادهم، لتنتهي رحلة الأمل بهم بالموت غرقا على ضفاف المتوسط.
 

 ونشر موقع بي بي سي العربي تقريرا ذكر فيه :
بعد فقدانهم الأمل بقرب انتهاء الحرب في سوريا واشتداد حدة الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية داخل البلاد، تتصاعد وتيرة الهروب من جحيم الداخل واللجوء إلى مكان آمن في الخارج في رحلات غير مأمونة العواقب أو مضمونة النتائج.
وبعدما تقطعت السبل بالسوريين جراء الحرب التي يعانون منها منذ اربعة سنوات. يقدم آلاف السوريين على رحلة الموت الى الخارج عبر وسائل شتى مخاطرين بحياتهم وأموالهم بأمل الوصول إلى بر الأمان في دولة ما في أوروبا، وذلك طلبا للجوء من حرب مستعرة في وطنهم.
داخل بلادهم واجه السوريون الموت على أيدى الأطراف المتناحرة، وعندما قرر من استطاع منهم الهروب واجهوا الموت في البر والبحر.
وفي الآونة الأخيرة برزت قضية لجوء السوريين إلى أوروبا كأحد الملفات التي فرضت نفسها على الحكومات الأوروبية. فبالإضافة إلى العقبات القانونية والصعوبات التي تواجه الفارين عن طريق التهريب فإن المعاناة تتضاعف بعد الوصول إلى دول أوروبية.
هناك العديد من قصص الموت الذي واجهها اللاجئون السوريون أثناء الانتقال من بؤس المخيمات وحياة العراء إلى أوربا كما يقول سعيد، وهو أحد اللاجئين السوريين في النمسا في مقابلة مع بي بي سي.
"هربت من سوريا من منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب إلى تركيا مشيا على الأقدام حتى اليونان. استغرقت الرحلة البرية 24 ساعة. وعند الحدود اليونانية ألقي القبض علينا من قبل السلطات. وبعد أسبوع كامل رهن الاعتقال مدتني السلطات اليونانية بوثائق طرد على أن أغادر البلاد في غضون ستة شهور. خضنا مغامرة اخرى بالهروب إلى ايطاليا داخل ناقلة للوقود والغاز لمدة يوم كامل. في ايطاليا ركبت قطارا حتى استقر بي الحال في النمسا".
قصة أخرى رواها لاجئ سوري كان بصحبة مجموعة من الشباب واجهوا الموت: يقول هذا اللاجئ "بعد فشلهم سبع عشرة مرة، حاولت مجموعة من الشباب العبور من مرفأ "كاليه" بشمالي فرنسا إلى بريطانيا داخل شاحنة شوكولاته سائلة ساخنة لمدة ساعتين. في محاولتهم الثامنة عشرة كادوا أن يقضوا جميعا.... دخلنا خزان الشاحنة وأمسكنا بعمود حديدي تغمرنا الشوكولاتة حتى أعناقنا. أغلق المهرب باب الخزان وترك فتحة ضيقة للتنفس. ارتفعت درجة الحرارة حتى كدنا نختنق. وكان علينا تحريك أرجلنا على الدوام حتى لا نغوص في عمق الشكولاتة".
حسام لاجئ سوري آخر يقيم اليوم في السويد حكى لبي بي سي قائلا: "كانت رحلة الموت... ركبنا قاربا من سواحل مصر باتجاه السويد. وكان على متنه عدد كبير من الاطفال والنساء والرضع. أمضينا ستة أيام في البحر كانت محفوفة بالمخاطر. كاد قاربنا أن يغرق عدة مرات قبل أن نصل الى شواطئ إيطاليا ويتم إنقاذنا من قبل قوات خفر السواحل الإيطالي. مرت بنا عدة عواصف وكان الطقس سيئا جدا والرياح عاتية يهتز معها القارب في كل الاتجاهات والمياه تتقاذفنا من كل مكان. كنا في خطر شديد لكننا كنا نقول لأنفسنا اننا نريد بناء مستقبل افضل لنا ولأبنائنا".
وقد شهدت السنتان الأخيرتان حوادث غرق مراكب عدة لمهاجرين سوريين على الشواطئ المصرية والإيطالية والتركية والبلغارية، بعضها أعلن عنها وبعضها الآخر لم تعرف تفاصيلها. وسبق لمفوضية شؤون اللاجئين أن أعلنت أن أكبر مجموعة من المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا بحرا خلال 2013 هم من الجنسية السورية الذين تجاوز عددهم 11300 شخص.
وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس يوم الثلاثاء 30 مارس / آذار 2015 الفائت أن عدد اللاجئين السوريين تضاعف ليصل إلى أربعة ملايين لاجئ وهو الأكبر في العالم.
وقال جوتيريس، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا، الذي تستضيفه الكويت، إن تركيا تعد أكبر الدول المضيفة في العالم للاجئين، مطالبًا الدول بإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على الرغم من الضغط على مواردها. وأضاف أن هناك 600 ألف طفل نازح لا يتلقون التعليم جراء الأزمة السورية وتداعيات الوضع الإنساني الناجم عنها فيما يوجد مليونا طفل لا يتلقون التعليم داخل سوريا.
 

إرسال تعليق

يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685

 
الى الاعلى