0
 ديمة الشريف - المتابعة 



 في الاردن تحط زوايا الحدث رحالها ولكن مع قصة مأساة وإنسانية مؤلمه مع قصة "نسرين" الأردنية وقد سرقوا منها طفولتها 
ونبدأ القصة  كما نقلناها من وكالة أنباء سرايا :
  'سرقوا مني طفولتي ، انا شو ذنبي اعيش متوجعة طول عمري' ، بهذه الكلمات التي تملؤها دموع الحزن والحيرة والغصة والقهر وبصوتُ مخنوق استهلت 'نسرين' مكالمتها الهاتفية  للوكالة حينما شرحت قصة عذاب عاشتها منذ 16 عاماً حينما كانت في الرابعة من عمرها.




وبحسب وكالة  " سرايا " نسرين و كأي طفلة من اطفال جيلها خرجت الى امام المنزل لتلعب مع بنات جيرانها امام المنزل قبل 16 عاماً قبل ان تغدر بها رصاصة عرس طائشة أطلقها جاهل ليفرح هو لليلة ويتركها تتألم طيلة حياتها ، وهو لا يعلم انه قتل نفساً وحرمها من الحياة وحرمها من أبسط حق لها ألا وهو الطفولة ، ليتركها مضرجة بدمائها و اوجاعها التي استمرت الى اليوم ، قبل ان ينقلها والدها الى المستشفى ليُحاول انقاذ ما يمكن انقاذه من فلذة كبده وهي تغرق بدمائها .





نسرين في وصفها للحظات الاولى في الحادثة قالت انها كانت تحتضن صديقتها وفي لحظة سقطت على الارض مغشياً عليها وفقد الوعي لمدة شهر كامل ، وبعد ان استفاقت من غيبوبتها بدأت العمليات الجراحية تخضع لها واحدة تلو الاخرى ، قام الاطباء بفتح رأسها خمس مرات ، وخضعت لعمليتين في يدها و واحدة في قدمها ، غير العلاج و الابر و المسكانت التي كانت تصرف لها .





الرصاصة التي أطلقت في الهواء ليعبر جاهل عن فرحه ، نزلت واخترقت رأس نسرين واستقرت في دماغها لتصيبها بشلل في الجزء الأيسر من جسمها وعليه فهي لم تعد تستطيع تحريك يدها او قدمها اليُسرى رغم محاولات الاطباء الحثيثة لانقاذها إلا ان اصابتها كانت اقوى من ان تخرج دون اضرار في جسدها ، فمنذ 16 عاماً الى اليوم ونسرين تعاني آلاماً و أوجاعاً لا احد يشعر بها سواها ، اوجاعاً ليس لها حدود ، اوجاعاً نفسية صعبة تعيشها كل يوم وكل ساعة و كل لحظة دون ان يدري الجاهل انه دمر حياتها ، وبأنانية مطلقة يعيش هو حراً فيما تبقى هي حبيسة اوجاعها و سجينة آلامٍ نفسية حطمت كل ما تمتلكه من براءة طفولتها.





آلام و اوجاع نسرين لم تنتهي عند اصابتها بذلك الطلق الناري ، بل ابتدأت قصة معاناة أخرى بعدما خضعت لثلاثة عمليات في رأسها لاستخراج تلك الرصاصة ، تلتها رحلة طويلة بالعلاج الطبيعي و جلسات شبه يومية كانت تخضع لها طيلة 13 عاماً وبكلفة مادية فاقت قدرة والدها الذي يعمل محاسباً في مطعم وهو متقاعد من القوات المسلحة الاردنية على الاستمرار بتلك الجلسات .





ولأن 'نسرين' فتاة اردنية تقطن في قرية سال التابعة لمحافظة اربد فقد كُتب عليها وكغيرها من الاردنيين ان تعيش وعائلتها بحالة مادية صعبة حالت دون استطاعة والدها ان تستكمل جلسات علاجها ، فمنذ بدأها بالخضوع لتلك الجلسات كانت تكلفها 10 دنانير للجلسة الواحدة و اليوم اصبحت تكلفها 30 ديناراً للجلسة الواحدة وهو ما حال من عدم قدرتها استكمال علاجها قبل 3 سنوات وهو الامر الذي أدى الى تراجع في مستوى العلاج وعادت الى مرحلة صعبة خاصة بعد ان حصل لها انحراف في العمود الفقري ، و اشارت قائلة انها الآن لا تقوى على تحريك يدها اليسرى او حتى اصابعها إلا بمساعدة اليد الأخرى ، اما قدمها فأصبحت تعاني من 'العرج' عند المسير عليها.





نسرين الآن لا تقوى على آداء ابسط الحركات واسهل مهمات حياتها اليومية ، نسرين عاشت اصعب مراحل حياتها ولم تنته بعد بسبب رصاصة طائشة اتخذها جاهل وسيلة للتسلية وهو لم ولن يدري انه تسبب بشقاء طفلة بعمر الزهور وقد كبرت وكبرت معها اوجاعها و آلامها ، نسرين وبكلمات مجروحة ودموع منهمرة قالت : انا شو ذنبي انحرم من طفولتي ، انا بتوجع نفسي انام بدون وجع نفسي أكون متلي متل بنات جيلي انام متلي متل غيري ' و اضافت نسرين ' انا بحاجة انه حدا يوقف معي المرحلة حتى اقدر اتعالج'.





واختتمت نسرين قائلة : ' مشان الله حسوا فيي فكروا لو للحظة ، هاي المرة نزلت الطلقة فيي وضيعتلي عمري كله ، المرة الجاي وين رح تنزل ومين رح تصيب ؟!؟!؟! ، انا بتوجع باليوم 100 مرة و بموت 100 مرة.





وبرغم كل الظروف التي مرت بها نسرين إلا انها لم تكن اضعف من ان تكمل حلمها ، وتحدت نسرين نفسها و تحدت كل ظروفها و من حاول احباطها وبقيت تكافح و تثابر الى ان تمكنت من النجاح في الثانوية العامة بمعدل 73 ، لتلتحق في صفوف طلبة جامعة آل البيت لتدرس التربية الخاصة والتي قالت انها اختارت هذا التخصص لانها تعلم جيداً ماذا يعني ان يمر الانسان بظروف صحية و نفسية صعبة ، لذا قررت دراسة التخصص رغبة منها في محاولة الوقوف مع من مر او يمر بمثل ظروفها.





نسرين لم تجد امامها سوى ان تناشد جلالة الملك عبدالله الثاني بالوقوف معها ، الملك الأب الحنون لكل الاردنيين ، كما ناشدت أهل الخير بالوقوف معها ومساعدتها في استكمال مراحل علاجها ، كي تستطيع ان تكمل حياتها بشكل طبيعي وان تشعر انها فتاة عادية لا ينقصها شيء وخاصة بعد ان بلغت العشرين عاماً اليوم .
صور للتقارير :

إرسال تعليق

يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685

 
الى الاعلى