0

زوايا الحدث- واس- المشاعر المقدسة ┃





حرصت هيئة الهلال الأحمر السعودي على تنظيم عدد من المحاضرات التوجيهية والدورات التدريبية لمنسوبي الهيئة من المتطوعين والمتطوعات .
وقامت الهيئة هذا العام على تنظيم محاضرة توجيهية لمتطوعيها ألقاها إمام وخطيب جامع الراجحي بمكة المكرمة الشيخ عبد العزيز الفايز, شكر فيها العاملين من منسوبي الهيئة ولمتطوعي الهيئة على ما يقومون به من عمل عظيم لا سيما المشاركين في موسم الحج .
وبين الشيخ الفايز خلال محاضرته التوجيهية, الفضل العظيم للعمل التطوعي الذي يقومون به لا سيما وأنهم يسعون من خلاله للمحافظة على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام, مشدداً على أهمية حسن التعامل مع الحجاج لا سيما أنه يحملون ثقافات مختلفة .
كما أقامت الهيئة, دورة تدريبية للمتطوعات البالغ عددهن 67 متطوعة, عن كيفية التعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث للحجاج وكيفية تقديم الإسعافات الأولية لها بالشكل الصحيح كالتعامل مع ضربات الشمس والإجهاد الحراري وحالات الأزمات القلبية والحالات الطارئة لمرضى السكري ومرضى الربو والإصابات الناتجة عن الحروق والنزيف والكسور والرضوض والجروح, إضافة إلى عمل تطبيق عملي على كيفية الإنعاش القلبي الرئوي للحالات الطارئة التي تستدعي التدخل السريع كالغيبوبة وتوقف القلب والتنفس .
وكثفت هيئة الهلال الأحمر السعودي من برامجها التوعوية خلال موسم الحج, حيث قامت بعرض مواد مرئية توعوية لحجاج بيت الله الحرام عن كيفية التعامل مع الحالات الطارئة, بالإضافة إلى أهمية تعلم الإسعافات الأولية والاتصال بالهلال الأحمر عند وجود حالة طارئة، حيث تم عرض المواد المرئية في الشاشات الموجودة على الطرق بمحافظة جدة والطائف بالإضافة إلى الشاشات الموجودة في المشاعر المقدسة ومطار الملك عبدالعزيز الدولي والحرم المكي, إلى جانب توزيع عدد من الهدايا التوعوية في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة ومسجد قباء ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة .

 




 تستقبل محافظة الطائف هذه الأيام وفود ضيوف الرحمن وهم في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج عبر مسجد ميقات قرن المنازل السيل الكبير أو الميقات المحاذي بوادي محرم .
وقد وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل اليمن يلملم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج أو العمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها .

وكالة الأنباء السعودية تجولت في الميقاتين ، ورصدت مشاعر، وانطباعات حجاج بيت الله الحرام تجاه ما يلقونه ، من خدمات وجهود لكافة الأجهزة والقطاعات المشاركة في الحج، حيث عبر الحجاج عن سعادتهم أن منَ الله عليهم ووفقهم للوقوف في هذا المكان مبتدئين حجهم بالإحرام منه عاقدين النية لإكمال الركن الخامس من أركان الإسلام في جو مريح وتنظيم يبعث في نفوسهم الراحة والطمأنينة.

وقال الحاج علاء احمد علي من مصري مقيم في الخبر إن الخدمات التي توفرها حكومة المملكة وخاصة ما وجدناه في مسجد الميقات من توافر المساحة وعدد المواضئ والتنظيم المصاحب في تفويج الحجاج يدلل على الجهود الجبارة التي تقوم به هذه الدولة في خدمة الحجاج، سائلا الله أن يجزي الحكومة السعودية على جهودها خير الجزاء.

فيما وصف صابر محمد عبده من جمهورية اليمن جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في ظل هذه الأعداد الكبيرة من الحجاج بالجبارة، مضيفًا أن الله هيأ للحرمين الشريفين هذه الحكومة المباركة التي تسعى دائما لبذل الغالي لتسهيل شعائر الحج على الحجاج وتوفير سبل الراحة التي تجلت في هذا المسجد، حيث المساحة الواسعة وتوفر الخدمات وبجوده عالية مما يسهل على الحاج حجه .

وعبر حاج من سلطنة عمان عن شكره وامتنانه للقائمين على خدمة حجاج بيت الله الحرام لما وجده من اهتمام من لحظة وصوله ميقات قرن المنازل حتى أدائه ركعتي الإحرام استعدادًا للذهاب لمكة المكرمة لأداء الحج، سائلا الله أن يحفظ حكومة خادم الحرمين الشريفين وأن يديمها لخدمة الإسلام والمسلمين.





 بدأ حاج فلسطيني يبلغ من العمر 60 عامًا، حديثه بعباراتٍ مؤثرة، وجملٍ تحمل فيضاً من مشاعر الفرح الغامرة بتمكنه أخيراً من رؤية بيت الله العتيق، وأداء مناسك الحج، في الوقت الذي اختلطت بمشاعر الفرح هذه، بمشاعر حزن عميق بفقده فلذة كبده الذي استشهد عندما رفض تصرفات جنود الاحتلال وتعنتهم وعدوانهم.
"لم أشاهد مكة والمدينة سوى عبر شاشة التلفاز ، والآن أتحدث من هنا ، من مكة"، كان هذا حال الحاج الفلسطيني فتحي عبدالجابر كنعان عقب وصوله إلى مقر سكن الحجاج المستفيدين من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، خلال سرده لروايته المليئة بتعابير الحزن على إبنه "محمد 28 عاماً"، الذي طالته يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، وماهي إلا لحظات حتى تطغى مشاعر الفرح على محيا كنعان وفي ثنايا حديثه وهو على بعد كيلومترات من الكعبة المشرفة، وتحديدًا من مقر إقامة حجاج ذوو شهداء فلسطين المشمولين ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، في"بطحاء قريش"، مباشرةً عقب وصول الدفعة الثانية من الحجاج الفلسطينيين البالغ عددهم 1000 حاج.
وقال كنعان: "أكرمني الله هذا الشهر بفضيلتين، باستشهاد إبني "محمد"، و بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتأدية مناسك الحج لأول مرة في حياتي، وبرفقة زوجتي، بعد أن ودعنا أولادنا بمشاعر مختلطة لا يمكن وصفها".
وعن قصة استشهاد ابنه قال: "نسكن الضفة الغربية، وتحديدًا في قرية "حزمه" الملاصقة للمسجد الأقصى، ما يجعل احتكاكنا بقوات الاحتلال، عادةً يومية لا يمكننا تقبلها ولا التعامل معها بصورة طبيعية ، في حين يعمل إبني الشهيد "محمد" ذو الـ 28 عاماً بمهنة البناء، في موقعٍ غير بعيدٍ عن القرية، يتيح له العودة إلى المنزل بعد فراغه من عمله اليومي، إلا أن أحد الأيام (يوم استشهاده) كان مختلفاً، لمّا غادر موقع عمله مع غروب الشمس متجهاً إلى المنزل، ثم شاهد مواجهات بين شباب القرية البالغ عددهم 66 شاباً وجنود إسرائليين، بحسب ما نقل لنا أصدقاؤه، فالشهادة لم تمهله حتى يحكي لنا تلك القصة البطولية، فنقل لنا أصحابه أنه قال "أنا فداء للأقصى" ثم بدأ بالإشتباك مع جنود الاحتلال، حتى لقي مصرعه على أيديهم في الموقع، في تاريخ 27 / 7 / 2017 م.
وتابع متماسكاً: "لم نجزع ولم نحزن على قضاء الله وقدره لأن إبننا مات شهيدًا مدافعاً عن دينه وأرضه حاضنة المسجد الأقصى، لذا فأنا ووالدة محمد والتسعة إخوانه وأخواته نفاخر ببطولة الشهيد ، والموت في سبيل الذود عن وطنه وقضيته، عادًّا استشهاد إبنه كان خيرًا له ولوالديه، مستشهدًا بفرصة أداء هذه الفريضة التي كانت بمثابة حلم، تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بدعوة خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - لأكون وزوجتي ضمن ضيوفه الذين حظوا باستقبال وحفاوة تؤكد أن هذه البلاد وأهلها خير من يتولى مسؤوليتها ويحمل شرف أدائها بكل تفانٍ وإتقان.
وبيَن والد الشهيد أن أسرة "كنعان" عرفت في قريتها بلقب "أم الشهداء"، لنيل كثير من أبنائها شرف الشهادة منذ عام 1936 ، وباتت شجرة العائلة من أبناء الجد الثاني موسومة بفضيلة "الشهادة"منذ 80 عامآ.
وأبان "كنعان" أنه لم يتمكن من آداء مناسك العمرة أو الحج ، غير أن منظر الطائفين حول الكعبة ، و"النافذة الذهبية" لقبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يغب عن ناظريه وهو يشاهدهم عبر شاشة التلفاز ، وكل يوم يمني النفس بزيارة مكة.
وعن الظروف التي كان يعيشها قبل وبعد تلقيه خبر انضمامه لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة، قال "غمرنا حزن عميق لفقد إبننا محمد، وتحديداً في اليوم الرابع عقب استشهاده، أبلغني الجيران والأصدقاء بفتح التسجيل لأسر الشهداء بمكتب في القدس، فتوجهت إلى هناك مباشرةً، وسجلت إسمي وزوجتي وقدمنا مايثبت، وعدت أدراجي لمنزلي، وتحديداً إلى غرفة إبني، أحمل بين أضلعي ألماً وحزناً وانكساراً لهذا الفراق، ولساني لم يتوقف عن الدعاء له وأن يعوضنا عن فقده خيراً، وأن يتقبله الكريم الجواد بين الصديقين والشهداء، وماهي إلا أيام قليلة بعد ذلك الموقف، حتى زفّ لنا مكتب القدس الخبر العظيم بشمولنا الخير، ودعوتنا ضمن المدعوين لبرنامج ضيوف الملك سلمان للحج والعمرة، وها نحن الآن بين أبناء المملكة الذين جبلوا على الكرم وحب الخير، فكانت الحفاوة منهم أمر غير مستغرب، لذا أرفع دعواتي لله رب العالمين بأن يجزيهم خير الجزاء، وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين الأمن والأمان والاستقرار.

إرسال تعليق

يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685

 
الى الاعلى