0

( ورقة عمل بحثية )

أثر الانقلاب على الوضع السياسي في اليمن وواجبات الحكومة الشرعية

توطئة:

أنصدم جميع اليمنيين جراء الانهيار الكبير  الذي حدث لدولتهم يوم 21/سبتمبر/2014م وسقوطها بيد مليشيا إرهابية عنصرية تدعي اصطفائها السلالي على اليمنيين في محاولة لفرض الحكم الامامي الاستعماري الكهنوتي الذي ثار عليه اليمنيين في  / 26 / سبتمبر/ 1962 م ليعود من جديد تحت يافطة إسقاط الجرعة السعرية للمنتجات الوقودية والذي انتهى بإسقاط العاصمة والدولة ونظامها الجمهوري.

فلم يكن الانقلاب على الرئيس أو الحكومة بل كان انقلابا على الدولة والمجتمع ونظامها الجمهوري وذلك ما وضحته الأحداث الاخيرة والتغييرات التي أجرتها المليشيا الانقلابية في الأجهزة الإدارية والوظائف السيادية  الواقعة تحت سلطة الأمر الواقع في صنعاء والتي اختصت الهاشميون دون غيرهم من اليمنيين حيث كان نصيب سرة بيت المؤيد وحدها إلى شهر مايو 2016 م أكثر من 1145 قرار تعيين وكذلك بيت المتوكل والشامي وشرف الدين ومثلهم بقية الأسر الهاشمية.

فما حدث في 21/سبتمبر/2014م ليس إلا انكشاف للانقلاب على الجمهورية وظهوره للسطح بحلته الامامية والذي تجلى مع حليفهما علي عبدالله صالح الحليف التاريخي للإمامة منذ الانقلاب الأول على الجمهورية في 1977م.

فالانقلاب الامامي مر بعدة مراحل وفق استراتيجيات وخطط عملية  خلفت أثاراها المأساوية على اليمنيين وما الانهيار الأخير والمتسارع للدولة ومؤسساتها العسكرية والمدنية وسقوطها بيد مليشيا الحوثي دون مقاومة إلا محطة الانكشاف الأخيرة التي أصابت اليمنيين بالذهول والصدمة لعدم إدراكهم لذلك.


ثنائي الانقلاب الامامي الصالحي وتحالفهما التاريخي:
أولاً: الانقلاب الاول على الجمهورية:

بعد أن قطعت ثورة 26/سبتمبر/ 1962م أشواطاً متقدمة في نقل اليمن واليمنيين من حالة العبودية والتخلف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي مستويات متقدمة أخرجته من دائرة الفقر والتخلف والحكم الكهنوتي الامامي الاستعبادية وجد الاماميين أن عودة مشروعهم الكهنوتي صار ميؤوس منه لتمكن الجمهوريين من السيطرة على البلاد ووجود الحامل الشعبي للمشروع الجمهوري في السلطة وإدارة البلاد واقتياده لمشروع نهضوي تنموي وفق استراتيجيات علمية حديثة فرضت العدالة والمساواة وحققت الرفاهية لليمنيين.

أضطر الإماميونلصنع تحالفات سرية وتحريك بعض أدواتهم في الصف الجمهوري للإطاحة بالمشروع المتشكل وبدأوا باغتيال الرئيس الحمدي كممثل للمشروع النهضوي وأنهوا التعاونيات كأحد أدوات التنمية وقضوا على نخبة الضباط والقادة العسكريين الحماة للمشروع الجمهوري لينتهوا بتصفية وملاحقة النخبة الجمهورية المرافقة للحمدي والإخفاء القسري لها.

ليتولى عفاش وقبيلته رئاسة الدولة وقيادة الجيش والصف الأول منها  مسلما قيادة الصف الثاني والثالث والمؤسسات المدنية للإمامين ممثلين بالأسر الهاشمية منتقمين من كل ما له صلة بالمشروع الجمهوري وأهدافه التي صاغها ثوار ال 26 من سبتمبر بدمائهم محولين الدولة إلى إمامة تحت غطاء الجمهورية.

فقضوا على ذلك التحول في جميع المستويات:

a-   على المستوى السياسي :

قضوا على ذلك التحول السبتمبري القائم على أسس الجمهورية الممثلة بالشعب إلى حكم عائلي أسري استبدادي أعاق التحول الجمهوري 33 عام فكان ظاهره جمهورية صالح وقبيلته وباطنة توغل الإمامة الهاشمية في كل مفاصل الدولة ومؤسسات الحكم متحكمين بكل الموارد ومراكز السيطرة الأكثر حساسية والذي أسقطته الثورة الشبابية في فبراير 2011م.

إرسال تعليق

يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685

 
الى الاعلى