يكتبها الإعلامي علي أحمد السحاري
إِنْ كَانَتْ قَطَرُ تَرْغَبُ فِي أَنَّ تَكُونُ عَدْوًا حَقِيقِيًّا ظَاهِرًا غَيْرَ مُسْتَتِرًا، فَلَا بَأْسَ فِي ذَلِكَ لِأَنَّهَا هِيَ الخَاسِرَةُ فِي نِهَايَةِ المَطَافِ، وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ القَرَارُ هُوَ بِمَحْضِ إِرَادَتِهَا فَلَهَا الخَيْارُ فِي ذَلكَ لأنها وحدها من يتحمل التبعات.
وَرَغْمَ أَنَّهَا تَعْرِفُ جَيِّدًا بِأَنَهَا تَتَّجِهُ إِلَى مَصِيرٍ مَجْهُولٍ وَنَفَقٍ مُظْلِمٍ مَسْدُودٍ فَإِنَّهَا سَتَظَلُّ تُكَابِرُ مَا دَامَ أَنْ هُنَاكَ مِنْ يُصَوِّرُ لَهَا البَاطِلُ حَقًّا والجُوَرَ إِنْصَافٌ وَ ترسخ في ذهنها مقولة إِنْ لَمْ تَكُنَّ مَعَي فَأَنْتَ ضِدَّي.... كُلُّ ذَلِكَ يَزِيدُ مِنْ عُزْلَتِهَا الخَلِيجِيَّةِ وَالعَرَبِيَّةِ والدلية على حد سواء، وَالخَاسِرُ الحَقِيقِيُّ مَنْ كُلُّ ذَلِكَ التَّعَنُّتِ الغُيُرُ مُبَرِّرٌ هُوَ المُوَاطِنُ القَطَرِيُّ؛. الَّذِي يُمَرُّ بِمَوْقِفٍ لَا يَحْسُدُ عَلَيْهِ، فَهُوَ بَيْنَ سَنْدَان المُعَارَضَةِ لِلسياسة الحمقاء لدولته وَمِطْرَقَةُ تَأْيِيدِ حُكَّامِهَا بِالبَاطِلِ مكاء وتصدية ليس إلا.
المُوَاطِنُ القَطَرِيُّ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِ وَهُوَ يَتَنَقَّلُ بَيْنَ دُوَلِ الخَلِيجِ إِمَّا لِلتِّجَارَةِ أَوْ لِلزِّيَارَةِ أَوْ لِتَوْسِيعِ صَدْرِهِ تَمَامًا كَالمُسَافِرِ الَّذِي يستأجر غُرْفَةٌ فِي أَحَدٍ الفَنَادِقِ الفَخْمَةَ،يقضي اليوم بطوله خَارِجَهَا وَلَا يَأْتِي إِلَيْهَا سَوِيٌّ لِيَنَامَ وَيُرْتَاحُ مِنْ عَنَاءٍ ذَلِكَ اليَوْمَ.. ثُمَّ أَنَّ دَوْلَةٌ قَطَرُ لَيْسَتْ كَغَيْرِهَا مِنْ الدُّوَلِ، فَهِيَ شِبْهُ جَزِيرَةٍ تُحِيطُ بِهَا مِيَاهُ البَحْرِ مِنْ ثَلَاثَ جِهَاتٍ جِهَتَانِ حُدُودٌ ضَيِّقَةٌ جِدًّا مَعَ دَوْلَةٍ الإمارات العَرَبِيَّةُ المُتَّحِدَةُ وَمَمْلَكَةِ البَحْرَين وَالجِهَةِ البَرِّيَّةُ الوَحِيدَةُ مَعَ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السَّعُودِيَّةِ وَجَمِيعُ تِلْكَ الدُّوَلِ فِي مُقَاطَعَةٍ مَعَ دَوْلَةٍ قَطَرُ، أَيٌّ اِنْهَ لَمْ يَتَبَقَّ لَهَا سِوَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ تُطِلُّ عَلَى الخَلِيجِ العَرَبِيِّ..
صَدَّقُونِي قَطَرُ تَحْتَاجُ إِلَى عَاقِلٍ ذُو رَأْيٍ سَدِيدٌ يُدْلِهَا عَلَى طَرِيقِ الحَقِّ وَدُرُوبِ الصَّوَابِ. قَبْلَ أَنْ تَغْرِفَ أَكْثَرَ وَتَوْسُعُ الفَجْوَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ جِيرَانِهَا، لِأَنَّهَا إِنْ وَصَلَتْ مَرِحَةً حَرِجَةً فِي تَلْقِينِ جُرْعَةِ الكَرَاهِيَةِ وَالحِقْدِ لشعبها ضد جيرانها وَخَاصَّةً السَّعُودِيَّةُ فَلَنْ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعِيدَ المِيَاهُ إِلَى مَجَارِيهَا بِسُهُولَةٍ إن فاقت من غفلتها وعادت إلى صوابها، فَقَدْ أَصْبَحَتْ حنئذ الأَفْكَارَ وَالأَفْئِدَةُ مُتَشَرِّبَةٌ لِلشَّرِّ وَمَحَبَّةٍ لِلاِنْتِقَامِ تَمَامًا كالمدمن الَّذِي لَا يَسْتَسِيغُ تقبل العِلَاجَ بِسُهُولَةٍ، فيبْقِي آثَارَ ذلك الإدمان يعْبَثُ بِفِكْرِهِ وَجَسِّدْهُ فَتْرَةً طَوِيلَةً مِنْ الزَّمَنِ إلى أن يبرأ من سقمه.
لِذَا مِنْ الخَيْرِ لِقَطَرَ أَنَّ تُعِيدُ حِسَابَاتُهَا مَعَ جِيرَانِهَا وَتَعْلَمُ أَنَّهُمْ لَمْ يَطْلُبُوا مِنْهَا دِينَارًا وَلَا دُرُّهُمَا وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ مَصْلَحَتَهَا وَمَصْلَحَةَ شَعْبِهَا لِتَسْتَمِرَّ الحَيَاةُ بَعِيدَةً عَنْ دَعْمِ الإِرْهَابِ وَالتَّطَرُّفِ وَالعَابِثِينَ بِالدَيْنِ الحنيف وَتَعَالِيمُهِ السُّمَحَاءَ وَأَنَّ لَا يَتَّخِذُوا مِنْ دِينِ اللهِ سِتَارًا يَخِفُّونَ خَلْفَهَ مَأْرَبٌ مَأْخُوذَةٌ مِنْ قَوَامِيسِ الإِجْرَامِ وَالتَّطَرُّفُ وَالإِرْهَابُ وَالسَّيْطَرَةُ، بهدف الزعامة على آلِكُون وَالسيادة عليه بِشَرِيعَةِ جَدِيدَةِ تسيره على هواها وتحكمه بِالحَدِيدِ وَالنَّارِ.
إرسال تعليق
يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685
ابتساماتاضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.