اوردو / ديمة الشريف :
احتضنت
مدينة أوردو التركية خلال الفترة من 5 ــ 10 نوفمبر الحالي فعاليات أول
ملتقى للإعلاميين العرب الذي شارك فيه نحو 84 اعلاميا من 13 دولة عربية ،
بهدف التعرف على مقوماتها السياحية وفرصها الاستثمارية المتاحة ، بهدف جذب
السياح والمستثمرين العرب .
واوردو المحافظة المطلة على البحر
الأسود ، تعددت ألقابها ومسمياتها فهي تلقب بـــ " قلب الشمال " و " قطعة
من الجنة " و " أرض الهدوء " و " مدينة الأوكسجين " و " جوهرة البحر
الأسود " ، كما تعرف بــ " عاصمة البندق " ، غير أن الاعلاميون العرب
اتفقوا على أنها " الطبيعة البكر " ، اذ لازالت بعيدة عن أنظار السياح
والمستثمرين .
وان كانت أوردو المدينة قديمة بقدم التاريخ اذ
تعد من أقدم مدن الاستيطان البشري وفقا للروايات التاريخية ، فبعض المراجع
التاريخية توضح أن الإنسان سكن " أوردو " منذ نحو 3000 عام قبل الميلاد.
والزائر
لها يلحظ تميزها عن محافظات ومدن تركيا الأخرى لما تحمله من سحر بطبيعتها
، وأجوائها ، وشواطئها النظيفة الممتدة بشكل طولي حولها ، والمحافظة تشتهر
بإنتاج البندق .
وقبل الحديث عن مقوماتها السياحية وما تحمله
لابد من وقفة نستعرض فيها فكر مواطني أوردو ، فهم اناس بسطاء يمتازون بكرم
ضيافة الزائر ، محافظون على اصالتهم ، لم تغرهم حضارة الغرب ولا موجاته
بالمدن التركية الأخرى ، وصدق من قال " أن من زار تركيا ولم يزر أوردو فلم
يزر تركيا " ، فعلى قممها في " شمباشي وفاستا وبارشمبا وأيباستا وأكوش
وأونيا " وغيرها تظهر لوحات فنية تمثل جمال الطبيعة ، ومن بين جبالها تظهر
الشلالات بمياهها العذبة ، وتبدو بحيراتها وسط الاشجار والقرى مؤكدة أن
الطبيعة سمت تميزت بها أوردو .
وان كان مطار أوردو الذي يمثل
ثاني مطار في العالم وأول مطار في أوروبا ، ساعد على تنشيط حركة التنقل بين
المدن التركية فان الخطوات التي بدأها والي أوردو السيد / عرفان بالقان
أوغلو لتحويل المحافظة من منطقة بعيدة عن الانظار الى منطقة جذب للسياح ،
منحت سكان المحافظة فرصة العرف على الشعوب والالتقاء بهم .
وشكل
المطار الذي بني وسط مياه البحر وعلى شاطئ البحر الأسود في المنطقة
الواقعة بين مدينتي أوردو وغيراسون ، ويبتعد عن مدينة أوردو 19 كيلومترا
وعن مدينة غيراسون 25 كيلومترا ، في بلدة غولوالي التابعة لمدينة أوردو ،
وبدء العمل فيه عام 2011 وافتتح هذا العام 2015 م ، ومن أسباب جعله وسط
البحر صعوبة تضاريس المنطقة التي لا تناسب إنشاء مطار داخل المدينة ، وغياب
مطار عن محافظة أوردو يعد أمرا صعبا في ظل ما تشهده تركيا من ترابط جوي
بين المحافظات ، لذلك كان التفكير في البحث عن طرق وأساليب غير تقليدية
لإنشاء المطار فكان التوجه صوب استغلال المنطقة البحرية ودرست الفكرة دراسة
علمية متكاملة حتى استقرت على تنفيذه على سطح البحر ، وتم استخدام نحو 30
مليون طن من الأحجار في تعبئة القاعدة بما يسهل ويضمن عملية هبوط الطائرات
وسلامتها ، وتم العمل على جعل مهبط الطائرات بطول 3 آلاف متر وبعرض 45
مترا.
وفي منطقة شلالات " قدينجيك " التي تبعد عن مركز المدينة
نحو 20 كليومترا ، تجد أن سكان المنطقة لازالوا ملتزمين بعاداتهم
وتقاليدهم في ملبسهم ومأكلهم ، وتتوسط منطقة الشلالات طاحونة أنشئت قبل نحو
250 عاما ، ولازالت تؤدي دورها في توفير الدقيق والذرة المطحون للسكان ،
ويتحدث البعض عن أن شلال " أوهداميس " يعد وأحدا من أكبر شلالات منطقة
البحر الأسود فارتفاعه يبلغ نحو 30 مترا وصوته يهدر ماؤه ، وهناك نحو مائة
شلال ماء منتشرة بالمحافظة .
وأمام أنظار الاعلاميين العرب
وبحضور والي المحافظة كانت للرياضيين فرصتهم للتعريف برياضة القفز المظلي ،
من أعلى قمة " بوزتبة " ، التي ترتفع 450 متر على سطح البحر ، وتطل على
مركز المدينة.
والمنتجعات السياحية المنتشرة وسط الغابات
والجبال وعلى ضفاف البحيرات والأنهار ، تؤكد أن البنى التحتية للسياحة قد
بدأت ، وزاد من تأكيدها وجود التلفريك الذي ينقل الراكب من القاع لأعلى قمة
.
إرسال تعليق
يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685