جوزا العنزي - الرياض
تجمع المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية علاقة طويلة يعود تاريخها إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك
عندما استقبلت المملكة للمرة الأولى مجموعة من رجال الأعمال الأمريكيين الذين قدموا للمساعدة في تنمية مواردها الطبيعية.
وبدأت العلاقات السياسية بين البلدين باللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز - رحمه الله- والرئيس الأمريكي
فرانكلين ثيودور روزفلت في العام 1945 م، على متن
وتربط البلدين علاقات وطيدة للغاية في المجال الأمني والاقتصادي. ولا تزال المملكة من أبرز حلفاء الولايات المتحدة ومن
أقوى شركائها الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن تعاون البلدين في القضاء على الإرهاب.
علاوةً على ذلك، تعمل المملكة مع الولايات المتحدة لفتح أسواق جديدة للسلع الأمريكية.
ويواصل البلدين العمل على تعزيز علاقتهما عبر مجموعة واسعة من عمليات التبادل الثقافي والتعليمي. ومع استمرار نمو
عدد الطلاب والسياح بين البلدين، ستعمل المملكة والولايات المتحدة على توطيد علاقتهما خلال العقود القادمة.
محاربة الإرهاب
حصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء
وزير الداخلية، على ميدالية "جورج تينت" من "وكالة الاستخبارات الأمريكية" تقديراً لجهوده الحثيثة في محاربة
الإرهاب والالتزام بالسلام الدولي.
كانت المملكة من بين دول التحالف المشاركة في "عملية العزم الصلب" التي تنفذ غارات جوية ضد تنظيم "داعش"
الإرهابي في سوريا.
أعلنت السعودية عن استعدادها لإرسال قوات برية لمحاربة التنظيم في سوريا وذلك ضمن إطار التحالف الذي تقوده
الولايات المتحدة.
شاركت السعودية كلاً من الولايات المتحدة وإيطاليا في رئاسة "مجموعة مكافحة تمويل تنظيم داعش" التي تأسست
عام 2015 م بهدف تعزيز تبادل المعلومات، وتطوير إجراءات مضادة منسقة لعرقلة تمويل "داعش".
أنشأت المملكة والولايات المتحدة فرقتي عمل مشتركتين، إحداها لمحاربة الإرهابيين والأخرى لمنع تمويلهم. وتضم
الفرقتان خبراء من كلتا الحكومتين يعملون بشكل وثيق لتبادل معلومات حول الشبكات الإرهابية.
وتشمل الإجراءات المشتركة التي تم اتخاذها مؤخراً لوقف تمويل الإرهاب ما يلي:
أكتوبر 2016 م: فرض عقوبات بالتعاون مع وزارة الخزانة الأمريكية على شخصيتين وشركة واحدة تجمعهم علاقة
ب "حزب الله".
مارس 2016 م: فرض عقوبات على شخصيات وجهات إرهابية بارزة لديهم علاقات مع مختلف أنحاء أفغانستان
وباكستان، مما أسهم بتجفيف تمويل ودعم تنظيمات "القاعدة" و"طالبان" و"لشكر طيبة".أبريل 2015 م: تجفيف تمويل والتبرع لصندوق الرعاية الاجتماعية في "مؤسسة الفرقان" التي حلت محل أفرع
"لجنة المساعدة الأفغانية"و"جمعية إحياء التراث الإسلامي" في باكستان وأفغانستان؛ واللتين تم تصنيفهما كمنظمة
إرهابية دولية مدرجة في قائمة الأمم المتحدة للعقوبات المفروضة على تنظيم "القاعدة" في عام 2002 م. في عام 2011 م، ساهم "مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية" بإحباط مؤامرةٍ لاغتيال سفير خادم الحرمين الشريفين
لدى الولايات المتحدة في العاصمة واشنطن.
في عام 2010 م، قدمت الأجهزة الأمنية معلومات هامّة لمسؤولين أمريكيين ساعدت بإحباط محاولة إرهابية لإرسال
قنابل مصنعة في اليمن إلى الولايات المتحدة.
رفعت المملكة حجم قواتها الأمنية وعززت كذلك مستوى تدريباتها وامكاناتها. وقد تم تدريب قوات الأمن السعودية
إلى جانب قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية في الولايات المتحدة، مما ساعدها على اعتقال وإدانة مئات المطلوبين
الإرهابيين وتفكيك معظم الخلايا الإرهابية المعروفة في المملكة.وتواصل مجموعة العمل "الحوار الاستراتيجي السعودي الأمريكي" لمحاربة الإرهاب، التي تأسست عقب أحداث -
11 سبتمبر عام 2001 م، عملها على مواءمة جهود وموارد حكومتي البلدين.
التعاون في المجالات الدفاعية
تجري قوات الدفاع السعودية والأمريكية بشكل دوري مناوراتٍ مشتركة لدعم مصالحهما في مجال الأمن الإقليمي.
تعدّ المملكة من أكبر مستورديالأسلحة الأمريكية، حيث بلغت قيمة صفقات المعدات العسكرية بين الطرفين حاليا 100
مليار دولار أمريكي.
التجارة والاستثمارات
ترسخ "رؤية المملكة 2030 " أسسا لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارات مع الولايات المتحدة.
تحتل المملكة المرتبة 12 كأحد أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بينما تعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر
شريك تجاري للمملكة.
بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى المملكة في عام 2016 م نحو 18 مليار دولار أمريكي، بينما بلغ إجمالي حجم
التجارة الثنائية بين البلدين 35 مليار دولار خلال ذلك العام.
تمتلك الولايات المتحدة أكبر حصة من أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة.
أسفرت الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة عن توفير قرابة 10,400 فرصة عمل للأمريكيين.
استضافت غرفة التجارة الأمريكية في شهر أبريل عام 2017 م "القمة السعودية الأمريكية للرؤساء التنفيذيين" -
الرامية إلى تسهيل محادثات الطرفين بشأن إقامة شراكة جديدة تهدف إلى توفير فرص عمل ضمن إطار "رؤية
المملكة 2030 ". وخلال القمة ألقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون كلمةً أكد فيها مجدداً أن "الولايات
المتحدة ستواصل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع السعودية".
التعليم
أطلق عام 2006 م "برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث". وتقوم المملكة بإيفاد طلابها إلى الولايات المتحدة
أكثر من أي دولةٍ أخرى.
في عام 2016 م بلغ عدد الطلاب السعوديون الذين يدرسون في الولايات المتحدة أكثر من 70 ألف
إرسال تعليق
يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685