زوايا الحدث

0
القاهرة - عبير سليمان


بث موقع بوابة الاهرام المصري تسجيلا صوتيا لقائد الطائرة المصرية المنكوبة قبل دقائق من سقوطها بين قائد طائرة مصر للطيران المنكوبة والمراقبة الجوية في زيورخ






شاهد الفيديو  اسفل المادة 

 ومن جانبه حلل العميد حسين حمودة، الخبير الأمني في إدارة الأزمات، ومكافحة الإرهاب الدولي، ورئيس قسم التحليل والتنبؤ بوزارة الداخلية الأسبق، أسباب سقوط الطائرة المصرية القادمة من فرنسا، ووضع سيناريوهات خطة التحقيق في الحادث، وكيفية الإعلان عن مرتكبه.
 
وأكد في حديثه لـ "بوابة الأهرام"، أن إعلان نتائج تحقيقات اللجنة الفنية، ربما يستغرق سنوات للوصول للسبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة، مشيرا إلي أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحادث "إرهابي"، وسيؤدي لتوثيق العلاقات المصرية الفرنسية، وسبل التعاون بين البلدين، على عكس المتوقع من الدول التي تقف وراء الحادث، خاصة أن الدولة المصرية وأجهزتها تعاملت بحرفية شديدة مع الحادث، محذرا مع العبث بالصندوقين الأسودين أو أدلة التحقيق.

في البداية قال الخبير الأمني، الذي قضي ما يزيد عن 25 عاماً، في جهاز أمن الدولة السابق بوزارة الداخلية، إن كل الدلائل والمؤشرات الأولية تشير إلي أن حادث سقوط الطائرة مدبر، عن طريق عمل "إرهابي"، مشيرا إلي أن هذا هو الاحتمال الأكبر بنسبة تزيد عن 50%، أما وقوع الحادث عن بسبب حادث فني أو تدخل بشري، فهي احتمالات موجودة بنسب ضئيلة.

وأشار إلي أن الطريقة التي وقعت بها الطائرة، واختفائها من علي شاشات الرادار، وعدم إرسال الطيار أي إشارات استغاثة لأبراج المراقبة الجوية الأرضية، تشير إلي أن الحادث وقع بشكل مفاجئ، مؤكدًا أن الطيار نفسه لا يستطيع إسقاط الطائرة، مثلما أدعت أمريكا في حادث سقوط الطائرة المصرية "البوينج" عام 1999، المعروفة بطائرة "البطوطي"، أما "الخطأ الفني" الذي يجعل الطائرة تسقط بهذا الشكل وتنفجر هو انفصال مجموعة الذيل وهو احتمال مستبعد.

وأكد رئيس قسم التحليل والتنبؤ بوزارة الداخلية الأسبق، أن جميع الاحتمالات مطروحة، أولها مثلًا أن يكون الحادث نتج عن عمل تخريبي، قامت به أجهزة استخبارات أجنبية ضد مصر، وذلك عن طريق إرسال "نبضات تشويش" علي أجهزة الملاحة الجوية، ولفت إلي أن الدول المصنعة للطائرات تمتلك هذه القدرات، وهو نوع جديد من الحروب الإلكترونية، وفي هذه الحالة تكون العملية التخريبية نظيفة، ومن الصعب معرفة من يقف وراءها.

وأشار الخبير الأمني إلى أن الاحتمال الثاني، هو أن تكون الطائرة قد أصيبت بصروخ موجه، خاصة أن هذه المنطقة تمتلئ بالأساطيل العسكرية لأهميتها الإستراتيجية، واستبعد أن تقوم إحدي الجماعات الإرهابية بذلك، لأنها لا تمتلك صواريخ موجهة تصل لمدي تحليق الطائرة، الذي وصل لارتفاع يزيد على 30 ألف قدم.

وأكد الخبير الأمني بشئون الإرهاب الدولي، إن وقوف إحدى الجماعات الإرهابية وراء الحادث يظل مطروح بقوة، وفي هذه الحالة لن يخرج عن تنظيمي "داعش" أو "القاعدة"، لأن هذه التنظيمات تمتلك إمكانيات كبيرة، في التسلل والاختراق والتنظيم، مشيرا إلي أن القاعدة هي أول التنظيمات الإرهابية، التي استخدمت الطيران المدني كقنابل متفجرة، مثلما حدث في أحداث سبتمبر وضرب برج التجارة العالمي، ولفت إلي أن قوات الأمن الفرنسي، كانت قد قامت مؤخرا بفصل 63 شخصا يعملون في مطاراتها، بسبب ميولهم الدينية المتطرفة، ونحن لا نستبعد أن تكون الجماعات الإرهابية قد استغلت أحد هؤلاء، في رسم خريطة اختراق المطار، كنوع من الانتقام لقيام سلطات الأمن والمطار بفصله من العمل

مسئولية الحادث

وقال الخبير الأمني إنه في حالة ثبوت، أن الحادث وقع عن طريق خطأ فني، ستتحمل مسؤولية الحادث الشركة المصنعة للطائرة، وهو ما يجعلنا نلفت النظر إلي الصراع بين الشركات والدول المصنعة للطائرات، فطائرة "إيرباص" تشترك في تصنيعها أربع دول، منهم فرنسا حيث يتم تصنيع جزء من الطائرة في جنوب فرنسا، أما الشركة المنافسة لها فهي شركة " البوينج"، وهي شركة أمريكية وكل شركة تستغل العيوب الفنية التي تقع بها الشركة الأخرى لعمل دعاية مضادة.

وأكد رئيس قسم التحليل والتنبؤ بوزارة الداخلية، إنه في حالة ثبوت أن الحادث وقع عن طريق عمل إرهابي، ستكون دولة الإقلاع "فرنسا" هي المسئولة عن الحادث، وهذا هو السيناريو الأفضل لمصر والأسوأ بالنسبة لفرنسا، مؤكدا أنه في هذه الحالة، سيكون وضع مصر الدولي أفضل من وضعها عند سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ.

علاقة مصر وفرنسا

وقال الخبير الأمني إن الحادث سيؤدي لتقوية ومتانة العلاقات المصرية الفرنسية، وهو علي عكس المتوقع، خاصة أن كل الدلائل تشير إلي أن الحادث مقصود، والهدف منه الوقيعة بين الدولتين، خاصة إن توقيت وقوع الحادث، تزامن مع تسلم مصر دفعة جديدة من صفقات السلاح الفرنسي والقطع البحرية.

وأكد العميد حسين حمودة، إن أجهزة الدولة المصرية، تعاملت بحرفية شديدة وبقدر عال من المسؤولية مع الحادث، حفاظا علي العلاقات المصرية الفرنسية وسمعة مصر الدولية، مشيرا إلي أن تدخل الدولة فيما يتم نشره أو وضعها قيود علي نشر بعض المعلومات، ليس بأي شكل من الأشكال تقيدا للحريات، ولكن هناك معلومات ومصالح للدولة لا يعرفها الأعلام.

وطالب الخبير الأمني بقيام الدولة بإنشاء غرفة رئيسة "لإدارة الأزمات"، يكون بها عدد من ممثلي جميع الأجهزة المعنية بالدولة، مثل أجهزة الاستخبارات والأمن القومي وغيرها، وتضم هذه الغرفة مركز إعلامي متخصص، خاصة أن الأحداث الأخير تشير إلي أن مصر مستهدفة، بعمليات وأعمال تخريبية داخلية وخارجية.

لجان التحقيق في الحادث

وأكد رئيس قسم التحليل والتنبؤ الأسبق وزارة الداخلية، إن الإعلان عن أسباب الحادث والتوصل لنتائج نهائية فيه، سيستغرق شهورا وربما عدة أعوام، وذلك لوجود لجنتين تقومان بعمليات التحقيق، لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام و"اللجنة الفنية"، مشيرأ إلي أن لجنة التحقيق، منوط بها التعرف علي جثث وأشلاء المتوفين بالحادث، عن طريق تحليل " الدي إن أيه"، واستصدار قرارات النيابة في كل ما يخص الحادث.

أما "اللجنة الفنية" فهي اللجنة المنوط بها معرفة أسباب الحادث، وستعلن عن نتائجها بعد فترة قد تصل لسنوات، وسشارك بها عدد من الفنين في جميع مجالات تصنيع الطائرات، من مصر وفرنسا وعدد من الدول المصنعة، وهي لجنة غير منوط بها أصدر التصريحات الإعلامية.

وأشار الخبير الأمني أن خطوات التحقيقات الفنية كما هو متعارف عليه هي.

أولا: جمع ما يسمي "تاريخ الطائرة والطيار"، وفي هذه المرحلة الأولية، يتم جمع كل البيانات الخاصة بالطائرة منذ تصنيعها، والتقارير الفنية عن رحلاتها الجوية خلال فترة عملها، هذا بالإضافة لجميع المعلومات عن طاقم الطائرة والطيار بالتفصيل.

ثانثا: الاطلاع علي ما رصدته "الأقمار الاصطناعية" وتفريغه وتحليله، وجمع شهادات الشهود مثل ربان السفينة الذي قال أنه شاهد كتلة لهب في الجو عند مروره بمكان الحادث، وشهادة الطيارين الذي تزامن مرورهم بمكان الحادث عقب أو قبل وقوقعه.

ثالثاً: تجميع ودراسة الحطام الخاص بالطائرة، وتصويره بشكل دقيق يتيح للجان الفنية الاطلاع عليه، وتجميع هيكل الطائرة وأجزاءها بعد التجميع علي شكل الطائرة تماما، لمعرفة مكان الانفجار وما هي الأجزاء التي أصيبت وتسببت في السقوط.

رابعاً: تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة، ويتضمن أحد هذين الصندوقين علي أخر نصف ساعة حديث داخل الكبينة، للاستماع لحديث طاقم الطائرة، أما الصندوق الثاني وهو الأهم فهو صندوق بيانات الطائرة وأجهزتها الملاحية.

خامساً: معاينة جسم الطائرة عن طريق لجنة الطب الشرعي والمفرقعات، لمعاينة أثار المفرقعات علي جسم الطائرة.

وأكد الخبير الأمني، أن الخطوات الخمس التي ستقوم بها لجنة التحقيقات، قد تستغرق شهور أو سنين لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء الحادث، مشيرا إلي أن شركات تصنيع الطائرات تدرس تقارير اللجان الفنية وتشارك فيها، وذلك لإدخال تعديلات جديدة علي صناعة الطائرات لتلافي الأخطاء التي تسببت في سقوطها.

وحذر الخبير الأمني من العبث في بيانات الصندوقين الأسودين، مطالباً الأجهزة المصرية وقواتها التيقظ بشدة أثناء عمليات البحث التي تقوم بها الدول المشاركة.
شاهد الفيديو 



إرسال تعليق

يمكنكم مراسلتنا على vib4367@hotmail.com او واتس اب 0563199685

ابتسامات
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
اضغط هنا لترى الكود!
لاضافة ابتسامة يجب على الاقل وضع مسافة واحدة قبل الكود.

 
الى الاعلى